الجيش الذي يقهر العدو الــ ( قهربائي ) بالحديدة
500 الف طالب و طالبة ... جاهزون بحجم التحدي ..!!
محمد شنيني بقش *
هكذا انطلقت .. بوجه قسوة الحر و انقطاعات الكهرباء .. عنوانها: ( جاهزون بحجم التحدي ) ، شعارها : ( طلاب و طالبات محافظة الحديدة .. اشراق يقهر عشاق الظلام ) كاتجاه لم يجد مكتب التربية و التعليم بالمحافظة بدا من اعتماده بأعلى درجات الإلحاح الضرورة التي تصدرت الشواغل بكم و كيف الشجون فالعلل ، الدواعي التي فرضت توسيع خارطتي زمان و مكان المهمة الى ما بعد الأيام الدراسية و الى خارج الصفوف الدراسية التي شهدت نشاطات و جهود بالإرشاد و الدعم النفسي للطلاب و الطالبات كمهمة استثنائية اعتمدها مكتب التربية و التعليم بالمحافظة من خلال شعبة التوجيه و المناهج و ادارتي التوجيه التربوي و الاعلام و النشر التربوي و اقسامهما بالإدارات التعليمية بالمديريات و بدأت منذ وقت مبكر من العام الدراسي الجاري 2013 / 2014 م لما تأكد خلال الاعوام الماضية كاحتياج فمهمة ذات جدوى ...
انها المهمة التي جعلت برأس قائمة الاستهداف طلاب و طالبات الشهادتين الاساسية ( التاسع ) و الثانوية العامة بقسميها العلمي و الأدبي و أضافت للأخير ( الادبي ) ما يلزم من الارشاد النفسي اللازم لتجاوز النظرة السلبية الى القسم الادبي باتجاه غرس و تعزيز ثقة الطلاب و الطالبات بأهميته ، اضافة الى المحتوى العام لبرنامج و مادة رسالة الارشاد النفسي و الدعم النفسي ، بل المهمة الهادفة الى تلبية احتياج الطلاب و الطالبات الى الرؤى و القناعات اللازمة لامتلاكهم المقدرة على تحديد اهدافهم و الثقة بقدراتهم على تحقيقها و ..و .. الامر الذي تأخذ مشكلة الانطفاءات الكهربائية نصف محتواه أو أكثر إذ لا يكاد الزائر يحرك شفتيه ليسأل عن هموم و مشاكل الطلاب و الطالبات حتى تتداعى السنة الصفوف الدراسية شاكية باكية من انطفاءاتها و بالتالي الاحتياجات الفعلية الى ما يساعد الطلاب و الطالبات على التغلب على تأثيراتها السلبية على طلاب و طالبات المحافظة التي تساوي ان لم تفق حرارة شتائها صيف اخريات من اخواتها محافظات الجمهورية .
و مع نهاية العام الدراسي ، أي حين تتحول غرفة الصف الدراسي الى لجنة امتحانية و مهمة زمن اليوم الدراسي الى أداء الامتحان ، أي لا مادة دراسية أو توعوية أو ارشادية هنا ، الآن ، بل الامتحانات فقط ، لا غير ، و ما أدراك ثم ما أدراك ما الامتحانات و أهميتها البالغة التي تستدعي ( في الظروف الطبيعية ) العديد من الاهتمامات و المهام الخاصة و الاستثنائية سواء للطلاب و الطالبات و المجتمعات المحلية أو لوزارة التربية و التعليم و مكاتبها بالمحافظات و ما يليها بالإدارات التعليمية و المدرسية و المعلمين و المعلمات و .. و ..
هي تلك شؤون و أهمية و احتياجات الامتحانات ( في الظروف الطبيعية ) فما ذا عنها حين تتضاعف كثيرا كثيرا هموم و احتياجات مواجهة التحديات الخاصة بالامتحانات و بالدرجة الأولى احتياجات الطلاب و الطالبات الذين تجاوزت محنتهم الذروات القياسية إذ وجدوا أنفسهم و أحلامهم ( التي هي احلام اليمن فيهم ) بمخالب و أنياب ضاريتين ، فتاكتين ، عنيفتين هما أزمة المشتقات النفطية التي كتمت انفاس الرجاء البديل للطلاب و الطالبات بالأسر التي لديها مولدات كهربائية خاصة ليعم البلاء باتساع دائرة العناء الى كل المحافظة بانطفاءات الكهرباء التي فاقت المعهود الذي لا يطاق خصوصا مع صيف الحديدة الذي يعمل قسوة حرارته بالطلاب و الطالبات الذين بلغ بهم العناء مبلغة .
ثم ما ذا و قد شهدت ايام امتحانات النقل أن الكهرباء و على نحو أقرب ما يكون الى المبرمج تتعمد استفزاز الطلاب و الطالبات الذين لا يكادون يسلمون دفاتر أو أوراق الاجابة بنهاية اليوم الامتحاني حتى يشتعلوا غيظا لوصول الكهرباء التي تركتهم لحرارة الجو التي احالت اللجان الامتحانية الى افران تصهر اجسادهم التي تتصبب عرقا يغرق ملابسهم التي تلنصق بأجسادهم الأمر الذي يؤازر عناءاتهم في منازلهم التي شهدت ليلا تخشبت او تجلمدت رئتاه لانطفاءات الكهرباء و ما يليها من قلة ساعات النوم و فقد الشهية و القلق و عدم القدرة على التركيز و .. و ..
بوجه العدو ... !!
هكذا .. كان لا بد من صناعة عدو افتراضي لصناعة و فقه التحدي بالجودة التي كان من الضروري أن تُبرز برأس قائمة أهداف و صيغ الانتصار ما لا يقل عن مكسبين اثنين الاول ان يحقق الطلاب و الطالبات النتائج المتفوقة لامتحاناتهم باعتبار هذا المكسب أحد أهم ذوات الأولوية في قيم الانتصار على العدو الذي لا ينبغي تمكينه من أهدافه برسوب او تدني نتائج و معدلات نجاح الطلاب و الطالبات و أما المكسب الثاني فمساعدة الطلاب و الطالبات من اليأس و الإحباط و أخواتهما من نواتج و تراكمات التصدعات النفسية التي لا بد من تجاوزها و التغلب عليها و البراءة من تأثيراتها بصناعة التحولات الفكرية الايجابية لدى الطلاب و الطالبات و بالتالي دفعهم الى مواجه قسوة الحر و انقطاعات الكهرباء بثبات و استبسال باستحضار مفردات و قيم المعركة التي لا بد ان يكونوا فيها المنتصرين بنجاحاتهم التي تخيب آمال عدوهم الذي لا يريد خيرا لليمن ، بل يهدف الى الحاق الضرر بها و لا بد من افشال مخططاته بالتحدي و الاصرار على الانتصار لليمن التي لا بد ان تفخر بصمودهم و بسالتهم و تغيظ عدوها بنجاح و تفوق اغلى ثرواتها ، قرة عينها و فلذات اكبادها الطلاب و الطالبات .
في المسرح المفتوح
و هل إلا مسرح عمليات المعركة الذي ترامت اطرافه بترامي اطراف المحافظة ذات الـ 26 مديرية و ... و .. بل ، هل إلا الاتجاه الاضطراري الذي به و له كان لزاما توسيع خارطتي زمان و مكان المهمة الى ما بعد الأيام الدراسية و الى خارج الصفوف الدراسية كمهمة استثنائية هي تلك ( المشار اليها آنفا ) التي انطلقت .. بوجه قسوة الحر و انقطاعات الكهرباء .. عنوانها: ( جاهزون بحجم التحدي ) ، شعارها : ( طلاب و طالبات محافظة الحديدة .. اشراق يقهر عشاق الظلام ) ..!!
انها تلك ، هذه المعركة التي كانت هنا ، بديوان ( مَبْرَز ) عكاشة بمديرية الحوك اولى عملياتها التوعوية التي أذهبت التوجس و أزاحت الارتياب و عززت الدافعية على مواصلة المسير إذ لم يجد مكتب التربية التعليم بالمحافظة من خلال المسؤول التربوي الزائر إلا أن يقف اجلالا و اكبارا لمن جاء لتوعيتهم فوجدهم أو نصفهم على الأقل على درجات عالية من المعرفة و الاحساس بالمسؤولية و النضج في الرؤى الواعية و المدركة لحجم التحدي
و كانت هنا ، البشارة الأولى بمنزل الحاج عمر جنيد الذي لم يكد المسؤول التربوي الذي زاره يسأله ( كيف حالك ) بعد رد التحية حتى بادره ( جاهز بحجم التحدي ) ان ابنته الطالبة في الصف الثامن ( آية ) قد اوصلت الرسالة التي تأكد أيضا و صولها هنا في البيت المجاور لديوان عكاشة ( الآنف الذكر ) حيث زار المسؤول التربوي مجموعة من الطالبات فوجدهن يذاكرن على أضواء المصابيح( الاتاريك) اليدوية التي تعمل بالبطاريات و كلهن الصمود امام قسوة حر المكان و ظلماته لانطفاء الكهرباء
و لم يكد المسؤول التربوي يلقي عليهن السلام حتى انطلق لسان احداهن ( أنت ...!! و ذكرت اسمه ) و تعني المسؤول التربوي الزائر الذي بادرها بالسؤال ( ما عنوانك .. !! ) فقالت : كما ترى فقال اريد ان يسمع والدك فقالت : ( جاهزة بحجم التحدي ) فاكتفى المسؤول التربوي بهذا ليؤكد لولي امر الطالبة ما جاء في حديثه اليه و الحاضرين بمبرز ( ديوان ) عكاشة و هو ( أن اولياء الأمور خصوصا أولياء أمور طلاب و طالبات الشهادتين الاساسية و الثانوية سيجدون رسالة مكتب تربية المحافظة امامهم أي لدى ابنائهم و بناتهم الذين تكررت زيارات مسؤولي المكتب الى مدارسهم و اصبحوا على قدر طيب من الوعي بالمهمة و أن المكتب يهدف بهذه الزيارة و أمثالها الى أن تستكمل الاسر المهمة التي سيجدونها حاضرة لدى ابنائهم و بناتهم الذين يلزم تذكيرهم بما كان من مسؤولي التربية الذين زاروهم و ... و .. لهدف تعزيز الثقة بالنفس بمواصلة الدعم النفسي الى جانب الرعاية اللازمة لهم في هذه الظروف الاستثنائية
و من هنا ، مسجد نبات بحي اليمن و بعده مسجد الشريفة بحي المطراق مديرية الميناء بدأت فعاليات الوعظ و الارشاد بالمساجد التي لا يكاد المسؤول التربوي المحاضر يكمل خطابه حتى تلهج الالسنة بالدعاء المعبر عن الشكر لمحدثهم و استيعاب المهمة و العنوان ( جاهزون بحجم التحدي ) .
التكافل الاشعري
و هل إلا اهل اليمن و منهم اهل تهامة الذين منهم الاشعريون الذين كان رسول الله الكريم الحبيب المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم يضرب بهم المثل في تكافلهم وتعاونهم فيقول صلى الله عليه و سلم : (إن الأشعريين إذا أرملوا ( افتقروا ) في الغزو، أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم بالسَّوية، فهم منِّي وأنا منهم )
لقد برز جمال هذه الفضيلة الاشعرية بالمبادرات الطيبة المباركة الهادفة بمجملها الى مساعدة الطلاب و الطالبات على التغلب على مشكلة انقطاعات الكهرباء من خلال التعاون المشكور الذي قام به عدد من الاهالي الذين لديهم مولدات كهربائية خاصة .
إنه الاحساس النبيل الذي لا تدعي ادارة الاعلام النشر التربوي بمكتب التربية و التعليم بالمحافظة انها قد احاطت بكل ما جاد به اهله بل بما تيسر من المعلومات الاولية بلغ عدد حالات التكافل بهذا الجانب 425 حالة في عدد من مديريات محافظة الحديدة تتمثل في المبادرات بتوفير التيار الكهربائي من اصحاب المولدات الكهربائية الخاصة للطلاب و الطالبات الذين لا تملك اسرهم مولدات كهربائية خاصة و يستفيد منها اكثر من 12 الف طالب و طالبة غالبيتهم العظمى من طلاب و طالبات الشهادة الثانوية العامة القسم العلمي
و أخذت هذه المبادرات عدة صيغ ابرزها مبادرة صاحب المولد الكهربائي بتوفير و مد السلك الكهربائي الى دار جاره فتزويده بالتيار الكهربائي أما الصيغة الثانية فالمبادرة بإبداء الاستعداد لتوفير التيار للجار الذي وفر الاسلاك اللازمة و اما الصيغة الثالثة فاستجابة صاحب المولد الكهربائي لطلب جيرانه الذين وفروا الاسلاك و تحت هذه الصيغة أو مثلها يتواجد اصحاب الدكاكين بمبادرات توفير الكهرباء لمنازل الطلاب و الطالبات و أما الرابعة ففتح اماكن خاصة في البيوت التي لديها مولدات خاصة يتجمع فيها الطلاب و أخرى للطالبات ليجدوا بها الكهرباء و على نحو من هذه الصيغة صارت المساجد و الأربطة العلمية بمدينة زبيد و مثلها الزيدية (رباط و احد ) ملاذا للطلاب و هذه الصيغة هي الاكثر تكرارا و تمثل نحو 90% من هذه الحالات و يستفيد منها نحو 90% من الطلاب و الطالبات المستفيدين من هذه المبادرات
و تجدر الاشارة ان مديرية الزيدية تتواجد كنموذج للتميز في المبادرات بتوفير الكهرباء للمدارس اذ بمبادرات من مجالس الآباء و الامهات تم توفير مولدان كهربائية لما لا يقل عن ثلاث مدارس بينما الادارة التعليمية تستأجر من ميزانيتها التشغيلية مولدات كهربائية للمراكز الامتحانية للشهادتين الاساسية و الثانوية حسب مدير تربية المديرية الاستاذ عبدالباري هبة الذي يؤكد أن كل المبادرات الطيبة بمديريته قد تأثر أداؤها بأزمة المشتقات النفطية التي يأمل أن تتوافر بأيام الامتحانات كي لا تتبدد الآمال بمبادرة ادارته بتوفير الكهرباء بالمراكز الامتحانية و كي لا تزيد معاناة الطلاب و الطالبات الذين يستفيدون من تلك المبادرات الطيبة بمديريته و عموم مديريات المحافظة
همسة شجننتمنى ان يتجاوز الاعلام و اوله الرسمي لغة الخبر و التقرير المألوفة و يتجه الى ما يفصح عن جودة فقه التحدي بصناعة رأي عام مستوعب لحجم التحديات الخاصة بالتربية و التعليم وصولا لما لا يقل عن براءة الطلاب و الطالبات من تصدعات و مشار الاحباط و الانكسار و في الوقت ذاته استيعابهم للتحدي و حقائق النصر و الظفر المؤمل بنجاحهم و تفوقهم الذي تقر به عين اليمن و يقهر عدوها الذي لا ينبغي ان نمكنه من اهدافه بالاستسلام و عدم الاهتمام بأغلى و أهم ثروات اليمن ، أبنائها و بناتها الطلاب و الطالبات و الله المستعان
نشكر اذاعة الحديدة الظهير الجميل ، بل الشريك الفاعل المتواجد بقلب الملحمة استبسالا يقهر عشاق الظلام
============
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق