نخيل تهامة ...و رمضان اليمن .. سنة رابعة نكبة .. !!!
محمد شنيني بقش
الى أين و ملء الوتين يتلظى ، يستبد الأنين ، يكتم أنفاس الحنين و قد
أعمل فيه ما لا يطيق و لا يليق به و لا ينبغي له من عبوس و قسوة القاصف ، العاصف ،
العنيف ، الضاري الذي كلما حاول أن يتحسس يتجاوزه
تعاظم و طغى ليقعده أو ليضطر تمرده ، تطلعه
الثخين الجراح الى الانبعاج فالنزيف القسري للرجاء المتدفق بغصص الهوان بين ملوحة الحلم المهدور
و صدأ الأمل السجين ، المقهور و .. و ..
فقط الى عيون و ألباب أرباب الجمال و الجميل كان ذلكم الاستهلال المؤمل
أن يقدم ذات مفيد لمعرفة الصيغة العامة للطامّة ، الكارثة التي تأسف هذه الاسطر أن
تقول أنها لا تملك أدنى ما يدعوها للتفاؤل و لو بتجاوز أدنى و أقل المواجع ، الفواجع
التي أصابت اليمن و اليمنيين ، هنا ، بأهم مناجم الحياة . القطاع الزراعي ، كل القطاع الزراعي خصوصا ، أولا ، أكثر ، أعظم
قطاع النخيل و التمور ، الثروة القومية التي لا تنازعها الصدارة في قائمة الأهميات
أي ثروة في البلد إلا أهلها ، أهل البلد ، اليمن ، كل اليمن من المندب الى صرفيت و
من ميدي الى سقطرة .
نعم بـ ( الى أين .. !! ) تتدخل ، تنهرني الاحلام و تزجرني التطلعات و تستهزئ بي الآمال . تقسم و كلها
اليقين أنني غبي ، ساذج سخيف إن حاولت أن أطوع المعطيات لأتسلل من خلالها متوسما
ذات مشروعية للأمل في أن أجد لدى هذه التي ارغم نفسي على تسميتها بما يسمونها به (
حكومة ) ما يمكن أن يعتمد و لو كدليل على مجرد نيتها أن تستعيد و أو تصمم أو
تستورد الاحساس و الشعور بالمسؤولية أو على الأقل بألم و غبن اليمن في نخيلها و
تمورها و ...
سنة رابعة .. نكبة .. !!!
لا احد يجهل كم وكيف ولماذا
( اليوم ، برمضاننا هذا 1435 هـ) التمرة الوافدة
بكل شبر من وطني غاية في النهم مكشرة أنيابها
، منزوعة الرحمة فتاكة ضارية بما فوق التوحش بسعار نار الأسعار
و هل إلا ذات المؤلم المعلوم برمضان المبارك الذي شهد ( بالأعوام المنصرمة
1432 ، 1433 ، 1434 الهجرية 2011 ، 2012 . 2013 الميلادية ) بلحظات الإفطار غصص هوان
الشعب اليمني الذي كلفته التمرة الوافدة مالا يطيق ثمنا لما لا يليق به من الرديء وما
لا ينبغي ولا يستحقه من التالف
وهل استأسدت التمرة الوافدة إلا لخلو الأسواق اليمنية من التمرة اليمنية
و لتنفرد بالمستهلك اليمني الذي وجدته مكشوف الظهر لتعمل فيه شراهة شهوة الجشع بجور فواحش سعار نار الأسعار والغش بالرديء والتالف
وهل ذلك إلا لإقعاد التمرة اليمنية التي صارت بحكم المحجور عليها بمواقع
إنتاجها بل مهدورة الدم ولا ذنب لها الا انها التمرة اليمينة التي وقع عليها ما
وقع على كل اليمن من المحنة التي لم تغادر صغيرة ولا كبيرة في اليمن إلا أضرت وفتكت
بها
إنها
النخلة التهامية ، كل اليمن و العام الرابع على التوالي للنكبة التي اهدرت حق الشعب اليمني في الاستفادة من
تمرته بل تمكين تمرته من عملها ومهمتها التي لا تقل عن إرغام التمرة الوافدة على احترام
المستهلك اليمني بخفض الجناح والتودد إليه طمعا بمرضاته
إنها اوجاع انعدام و ارتفاع اسعار المشتقات النفطية و تؤازرها الاوضاع الأمنية و تباعد الحكومة عن دائرة الاحساس و الوعي
بأنه من العيب و العار ان تجد التمور الوافدة فرص التواجد في كل أرجاء الوطن و تمرة
اليمن لا تغادر مواقع انتاجها .. انه باختصار شلل التسويق و تهديد النخيل و التمور
بالتلف نظرا لانعدام المشتقات النفطية
تمر تهامة برمضان 1435 هـ
ويتركز نخيل تهامة بمحافظتي الحديدة وتعز ويوجد بهما نحو 7 ملايين و500
الف نخلة ويقدر انتاجها خلال رمضان 1435 هـ بنحو 83682.5 طنا نصفها
تقريبا من الرطب العام نحو 55% من انتاج نخيل تهامة الذي
انخفض بهذا الموسم الى نحو 55% و ذلك كما يلي
محافظة تعز :
وبها نحو 550 الف نخلة اهمها نخيل مديرية
المخا وبها نحو 300 الف نخلة موزعة بوديانها كدار الملك ودار الحسام وحسي سالم و يقدر
انتاجها برمضان هذا لعام بنحو 2178طنا من التمور
محافظة الحديدة :
وبها نحو 7 ملايين نخلة اهمها بمديريات التحيتا وبها نحو 4 ملايين و
500 الف نخلة اكثرها بوديان المدمن (نحو مليوني
نخلة ) والمجيلس ( نحو مليون و400 الف نخلة ) والسويق ( نحو 900 الف نخلة ومديرية بيت
الفقيه وبها نحو مليون و750 الف نخلة بوادي الجاح ومديرية الدريهمي وبها نحو 500الف
نخلة من اهمها نخيل الطايف والنخيلة والشجيرة وقضبة ورمان ويعد سوقا السويق بمديرية
التحيتا والجاح بمديرية بيت الفقيه ويقدر انتاج تمور محافظة الحديدة برمضان هذا العام بنحو81505 اطنان
تفوق تمر تهامة:
يكفينا ما سبق لنتعرف على اهمية اطلاق سراح التمرة التهامية لتمكين الشعب
اليمني من حقه في الاستفادة من تمرته بل تمكين تمرته من عملها ومهمتها التي لا تقل
عن إرغام التمرة الوافدة على احترام المستهلك اليمني بخفض الجناح والتودد إليه طمعا
بمرضاته
و الى ذلك فالنخلة التهامية اليوم تنتج الرطب و هو الذي يتفوق على
التمر ( المجفف ) بما لا يقل عن :
1 - الرطب في السُّنَّة افضل لما قاله أنس رضي الله عنه : ( كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات وإن
لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء) رواه الترمذي وابو داوود
2 - كما يتميز الرطب باحتوائه على فيتامين c الذي لا يوجد في التمر ( المجفف ) لأنه يتأثر بالضوء
القوي ويتفتت عند التجفيف ومن أهميات فيتامين c أنه
يساعد على حماية المريء وتجويف الفم واللثة و المعدة والبنكرياس وعنق الرحم والمستقيم
والثدي من امراض السرطان .
انظر ( التمر غذاء ودواء
....وإعجاز للدكتور رمضان مصري هلال - مجلة الكويت الكويتية العدد 311 رمضان 1430هـ سبتمبر 2009م ص 84- 87