الجمعة، 7 يونيو 2024

اجل اياك اعني

 أجل إياك أعني


كمن نبش اللظي من قعر نارِ

تأجج اذ تساءلُ باستعارِ


تعاظم غيظها ماجت و هاجت

جنونا ما كمثله من سعار


و من احشائها فارت و صارتْ

كبركان غوي الانفجار


اتعنيني .. اجبني ..  لم تطق ما

بعيني إذ تأملها وقاري


لطول تأمُُلِي ضاقت بصمتي

تَمَلَّكَها شعور بالحصار


لقد فَشِلَتْ و ما اسطاعت تخطِّي

حقيقة وضعها .. ما من فرار


بكل السخف لاذت بالتعالي

مكابرة تمظهر باحتقاري


و قالت : طول صمتك ليس إلا

لأنك ما ارتقيت الى مداري


لأنك عاجز عن قول شيء

لتبرير انحرافك عن مساري


لأنك لا تبين .. جهلت قولي

و فلسفتي فنوني في الحوار


لأنك .. في خفوت .. لست ممن

يشرفني وجوده في جواري


و في عيني رأت خيباتها .. لم

تطقها .. ما انفعالي بمستثار


ككتم الغيظ ابدت .. ما عساها

بزلزلة دهتها ان تواري


فأقعت برهة صمتت و ثارت

اجبني .. لا تزد غضبي حذار


أ تعنيني .. تقطب حاجبيها

تكشر ناب فتاك و ضاري


ضحكتُ و قلتُ :  حسبك لا تمادي

كفى نزقا لقد عيل اصطباري


فَصَمْتي لم تطيقي .. لن تطيقي

إذا ما فاض بالبوح انهماري


أ تعنيني .. سألتِ .. فما جوابي

و أنت و لا سواك معي بداري


أجل إياك اعني .. أجل .. أجيبي

أ صُنْتِ مودتي حتى تغاري


و هل في الحب إلغائي و طمسي

مصادرتي و اهدار اعتباري


و شيطنتي لرفضي ان تمسي

مقامي قيمتي رائيي قراري


لكم سفَّهْتِني و جزمتِ أن في

مخالفتي رؤاك عما خساري


تراني عينك العمياء أعمى

بغير هدى اسير بلا منار


تنادينني : آمن .. بماذا

أ للعلياء أرقى بانحداري


تلومين الذي تجدين منى

و كيف ترين للرشد افتقاري


ألا شاهت وجوه رؤاك قلتِ :

أجبني أو فحكمي فيك سارِ


أبت عيناك تبصر معجزاتي

و لم تؤمن بآيات اقتداري


لقد بَيَصْتُ وجه الفحم فاتركْ

جحودك ليس يجدي لا تمارِ


كسوتُ الجمر لطف و عطر زهر

فمن فني و هندستي يجاري


أ لم تعلم أ لم تبصر بأني

سقيتُ السُّحْبَ مزنا من قفاري


جعلت الهش صلدا منه اضحي

عصي الهندوان هو الفخاري


فهلا قلت .. قل : نهر اجاج

و عذب سائغ ماء البحار


و قل : هذا زئير و ناب ثور

سنام و قرن ضرغام الخوار


هديل البوم زقزقة الغراب

نعيق عنادلٍ وِرْقٍ كناري


وقل عسل الافاعي سم نحلٍ

وفسق فراشة ونقاء فار


مخالب ضفدع و نقيق نسر

نهيق الخيل تصهال الحمار


       ******


هو العبث الذي استهواكٍ حتى

جحدتِ الشمس في وضح النهار


و صرتِ بلا هدى تجدين ما لا

يليق هو القويم الاضطراري


بعينك لا سواها كان ذلي

لعزي و انحساري لانتشاري


بعهري اصون طهري كل شكري

لقهري بانتصار الانكسار


فخاري نسل عاري ابو عماري

دماري و اندثاري ابو ازدهاري


          ****

هو استخفافك الأعمى بسامٍ

بشرع الله و العُرف الحضاري


هو استخفافك الأعمى تمادى

و قادك دون ريب للبوار


و اي اللطف في قمع أثيم

يعربد عسفه في كل دار


و أي العدل يرغم رأي حر

يري اكراهه محض اختياري


و اي الرشد في حلم برحب

فسيح كالمدى في قعر غار


و هل سميت ما تأتين جودا

ألا للجود و الكرم اعتذاري

.

.


محمد شنيني بقش


6/6/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا حب هنا

 ‏‎لا حب هنا محمد شنيني بقش قد تتمايز أو تتغاير تسمية المحبوب و تسمية المبغوض و قد تتناوب تارات ايضا او قد تقتضى المصلحة شيئا من تجميل المبغ...