الثلاثاء، 23 مارس 2021

الى صاحبة الجلالة امي

 الى مولاتي

صاحبة الجلالة

عيد أعياد الزمان

امي

السلام على عينيك و رحمة الله و بركاته و بعد

ببعض بعض ما بك منك استأذن مقامك العظيم بأن أحاول أن أكون شيئا مذكورا .. عبدا شكورا مثلا


سيدتي


أنا ذلك الطفل الشقي الذي كان يفتح عينيه حين تتوقفين عن الغناء لتعلمي انه لم ينم .. لتستمري في الغناء

لم اكن افهم شيئا من غنائك إلا إنه يشعرني بالأمان

فقط

استمري

لم انم

و

لم اكن اعلم أنك تحتاجين الراحة و النوم بعد يوم تحملين فيه كله همومنا و لا نحمل من همومك شيئا

هذا ما احاول استيعابه اللحظة عنك في الاحوال الطبيعية التي كم و كم شهدت طفلا متشيطنا يوجع أمه ثم يأوي إلى صدرها طلبا للحنان

 و أنا ذلك الطفل التلميذ الذي كان يشعر بالزهو حين يصفه معلموه و اقرانه بالذكي و المتميز 

و انا الذي قرأت .. نعم .. ما زلت اتذكر .. اختارني معلمي من بين كل زملائي لقراءة النص بكتاب القراءة

كان الموضوع : عيد الأم

و أنا الذي كرمه معلمه كأفضل تلميذ في الانشاء عن الأم و عيد الأم

غير أن صورة الأم التي في الكتاب لم تكن تشبهك .. لم ار في جبينها قطرة عرق أو أثر لغبار العمل في الحقول و دخان المطبخ


لم ارك حتى في شجار حوار دار بين اثنين احدهما يرى أن عيد الأم بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و الآخر لا يرى بأسا من هذه المناسبة


#بالتهامي #بلا_مَخْدمة **


مولاي صاحب الجلالة زوجك ابي ـ ر حمه الله و احسن اليه ـ لم يكن معترفا بتلك النظرة الدونية التي كانت سائدة عن الفئة الاجتماعية المعروفة بالأخدام و كان رحمه الله ينكر تلك الاقاصيص الساخرة منهم و كان ينهر من يعمد الى اهانتهم و الحديث عنهم بالدونية

و من فلسفاته في هذا الجانب : اذا كان التفاخر بالنسب لكان ابو لهب من آل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم

  و كان رحمه يحترمهم و يحسن اليهم و من ذلك انه و الناس ( في السوق مثلا ) حوله ليقضي بينهم لا تكاد تقع عيناه على أحد من هؤلاء ( الاخدام ) متخذا مكانا قصيا يترقب انصراف الناس من حوله الا يناديه كأنه بحاجة إليه و بطلب منه ان ( يُبَرِّز ) ينظف حقلا بالمزرعة و يعطيه عربونا و الأمر غير ذلك بل مساعدة منه و الهدف احترام مشاعره و حفظ ماء وجهة فهو عزيز نفس و كريم و محترم ضاقت احواله 

و حين يختصم ( الاخدام ) لديه يبدأ بنحو من القول ( خلُّوا امَّخْدَمة ) اي اتركوا المَخْدَمة كونها ضلالة قبيحة

و ( المَخْدَمة ) من المصطلحات التي تعبر عن ارث ثقيل من الثقافة الاجتماعية المتخلفة التي ظلت الى وقت قريب تكرس في المجتمع دونية هذه الفئة التي بدت مستسلمة و مقتنعة بدونيتها التي منها ان ليس لها ما لغيرها و لا عليها ما عليهم 


و عليه كان والدي رحمه الله يبدأ بتبصيرهم و تذكيرهم بأنه لا يوجد اخدام و اسياد عند الله بل كل انسان سيأتي ربه فردا و سيلقى ما قدم من خير او شر


و من ذلك ما كان من امر الأم التي ادعت ان ابنها لم يعد يهتم بها لأنه صار ملك زوجته و ابنها الزوج الذي يدعي ان زوجته لا تريد امه و الزوجة التي تدعي ان ام زوجها لا تريدها و تحرضه عليها


لقد كانت ( المَخْدَمة ) متجذرة فيهما و برز الاحتياج لجهد اكبر للبراءة منها او التخفيف من آثارها


لذلك كان توقيف الزوج بالمبرز ( الديوان)  و الزوجة مع الاسرة بالمنزل ثم تحركهما ( ابي و امي)   أم الزوج و والديّ الزوجة


#تجسس


   اصدر والدي امره بعدم دخولي الديوان لانشغاله بالزوج الذي تم توقيفه فيه

و اصدرت أمي امرها بعدم دخولي المنزل لانشغالها بالزوجة المتواجدة معها

 

لقد كانا يعلمان انني طفل مخادع سأتظاهر بالنوم و سأسمع ما يدور لذلك كنت وحدي من بين اطفالهما المخصوص بهذا القرار

لا باس

من موقعي المحدد للمبيت تلك الليلة كنت اتسلل على اطراف اصابعي لا شبع فضولي بمعرفة السر الذي جعلي والديّ يتفقان على هذا الاجراء ضدي


اظفر بكلمة من هنا و اخرى من هناك  و . .


لقد كان ابي يعظ الزوج و يعلمه او يذكره ان عقوق الوالدين من الكبائر و ان عليه ان يبتعد عن النظرة السلبية و يحافظ على ما يقربه الى الله و يكفيه  شر الشياطين و ..

و  كانت امي واعظة بماذكر و وفوقه ان المرأة الصالحة تعين زوجها على بر والديه و الله يبتلي عباده و عليها الصبر ان لم تجد من ام زوجها ما ترضى


#فجأة

خرجت امي و ضيفتها

الحمد لله

ما زال بظلمة الليل متسع للتواري عن عين امي

عادت امي الى الداخل و دخلت الزوجة الديوان حيث ابي و زوجها

#عجيب

لقد كان الزوجان يعلمان انهما سيعودان لدارهما و يعلمان ما ذا سيفعلان قبل دخول دارهما

انه الفحص الذي اجراه والدي للتأكد اذ سأل كل منهما عن مهمتهما فكانت اجابتهما واحدة ابرز محتواها انهما سيذهبان الى بيت اهل الزوجة و سيقبلان راسي والديها و سيطلبان  الدعاء منهما

ثم سيتجهان الى أم الزوج و سيقبلان راسها و سيطلبان الدعاء منها

ثم يتجهان الى دارهما و يسميان الله و يصليان و يسلمان على رسول الله قبل دخول منزلهما


#عيد_الأم


مما قالت أمي لضيفتها : أن عيد الأم فرحة ابنها 

و عليه

فإن الـ 21 من مارس لم تسمه الامهات (  عيد الأم ) بل سماه من ظن انه سينصف الام التي عيدها فرحته و سلامته و سعادته

  فسلام على امي. عيد اعياد الزمان


 


** اعتذر عن استخدام  ( المخدمة و  الاخدام )  و ارفض هذه التسمية و لم اذكرها الا لبيان حادثة بزمن كانت التسمية ( الاخدام ) تعني فئة اجتماعية معلومة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا حب هنا

 ‏‎لا حب هنا محمد شنيني بقش قد تتمايز أو تتغاير تسمية المحبوب و تسمية المبغوض و قد تتناوب تارات ايضا او قد تقتضى المصلحة شيئا من تجميل المبغ...