السبت، 21 أكتوبر 2017

ليست مصر وحدها هدف الارهاب

الى صناع فكر المستقبل :

ليست مصر وحدها هدف الارهاب ..

كتب : محمد شنيني

 اعزي اهلي و احبابي في مصر العروبة باستشهاد عدد من ضباط شرطتها البواسل في مواجهات مع الارهابيين بطريق الواحات محافظة الجيزة امس الاول الجمعة ، آخر أيام شهر الله المحرم الموافق 20 اكتوبر الجاري
     و انني اذ أعزي اهلنا بمصر الحبيبة لأعبر عن الثقة بأن مصر ، كل مصر ، الجيش و الشرطة و الشعب اكبر و اعظم من ان ينال الارهاب منهم أو يثنيهم عن مواجهته بل سيكون الارهابيون حطب غبائهم و ستكون مصر العظيمة اعظم ، كنانة الله فيه ارضه ، يحجها الجمال و يأوي اليها الجميل و تبلغ بها احلام الحياة مأمنها رغم انف اعداء الحياة
  و مع التعازي استطيب الاشارة الى ان الذين اختارهم الله قد ظفروا مرتين بالشهادة و موعدها يوم الجمعة الذي يعلم اهل العلم بشريات السعادة لمن قضى الله بأن يكون المتوفى ( الميت ) فيه فما بالك بمن اختارهم جل شأنه شهداء بيوم الجمعة فهنيئا لهم الشهادة بيوم الجمعة
  و أجد في الظرف الفرصة للإشارة الى ان الارهاب لا دين و لا وطن له فهو عدو الحياة و ان  مواجهة الارهاب و الارهابيين ليست و الشرطة و الجيش في مصر او غيرها بل مهمة الحياة بكل مكوناتها و في المقدمة او بالدرجة الاولى صناع فكر المستقبل و قادة الراي  الذين يقفون امام تحديات كبيرة و اختبارات عظيمة لا في مواجهة الارهاب و الارهابيين فحسب بل لصناعة التحول الايجابي المستنير في الفكر الانساني خصوصا تجاه الاسلام الذي تجنى عليه اعياء الانتساب اليه بمخرجات ثقافات و افكار التطرف و الغلو و الجنوح الى انتهاك حرمات الله بغيا و عدوانا و ظلما يبلغ اعلى درجات قبحه بادعائهم انهم بأمر الله يأتمرون و الى الله يتقربون و انهم و الله ليأتون منكرا من القول و زورا . و أي زور اقبح من الافتراء على الله سبحانه و تعالى و الادعاء بأنهم يبتغون مرضاته بما يسخطه و يعد من أقبح صيغ محاربة الله و رسوله و المؤمنين و السعي في الارض فسادا ( قل إن الله لا يأمر بالفحشاء ، أ تقولون على الله ما لا تعلمون ) الا ساء فاحشة و مقتا ما يقترفون و ما يزرون .
  ألا إنها مهمة صناع فكر المستقل ، المعلمين و المعلمات الذين تقع عليهم مسؤولية بناء و صياغة فكر الناشئة و صناعة انسان المستقبل بالجودة التي تجعل آباء و أمهات الغد بالكفاءة و القدرة اللازمة لا على مواجهة الارهاب فحسب بل على براءة الحياة منه بوصفه ( كفكر ) من أخطر و أقبح مصادر التلوث المدمر لانظمة الفكر و العقيدة و الثقافة الاسلامية و الانسانية
  و بذات الاتجاه لا بد من حضور الدور الفاعل و المؤثر لعلماء الأمة خصوصا بمدارس و جامعات فقه الاسلام العريقة كالازهر الشريف و زبيد و تريم و القيروان و اخواتها من منارات الهدى و النور  التي ما زالت تحتفظ بكفاءة الاشراق الذي يهدي الى الرشد و يجلي ما عمد المتطرفون و المغالون الى تجاوزه و التجني عليه و يعيد لأبصار الانسانية حقائق جمال و نبل مقاصد الحنيفية السمحة .
 و الى ذلك لا بد ان يحتشد قادة الراي ، المنتمون الى عالم الفكر و الثقافة و الابداع و الفنون و الصحافة و الاعلام فهم المعنيون اولا بفك شفرة الشجن و هم الاكثر امتلاكا لقدرات التوافق و تجاوز الحدود الجغرافية و القيود السياسية و التمرد الانيق على ما يمكن افتراضه هنا او هناك من التسلط و القمع الفكري و تجاوز ذلك الى اعتماده كمستهدف بالمواجهة لبراءة الحياة و تحررها من اغلال قاهرها
انها رسالة و مهمة صناع فكر المستقبل العربي و الانساني بالدرجة الاولى و معهم و بذات الاهمية قادة الراي و من ثم صناع القرار من اجل الحياة . كل الحياة بكل المعمورة و لا اعتقد انني بحاجة الى القول ان مصر ليست وحدها هدف الارهاب و لا الى القول ( مثلا ) ان بلدي اليمن يستهدفها الارهاب و تضرر منه كثيرا أذ المؤكد ان مصر و اليمن و كل العالم يعانون من الارهاب الذي لا وطن و لا دين له و .. انها اشارات عاجلة عسى ان تجد اذنا واعية من الحياة ، من اجل  الانسانية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا حب هنا

 ‏‎لا حب هنا محمد شنيني بقش قد تتمايز أو تتغاير تسمية المحبوب و تسمية المبغوض و قد تتناوب تارات ايضا او قد تقتضى المصلحة شيئا من تجميل المبغ...