الى صناع فكر المستقبل :
ليست مصر وحدها هدف الارهاب ..
كتب : محمد شنيني
اعزي اهلي و
احبابي في مصر العروبة باستشهاد عدد من ضباط شرطتها البواسل في مواجهات مع
الارهابيين بطريق الواحات محافظة الجيزة امس الاول الجمعة ، آخر أيام شهر الله
المحرم الموافق 20 اكتوبر الجاري
و انني اذ أعزي اهلنا بمصر الحبيبة لأعبر عن
الثقة بأن مصر ، كل مصر ، الجيش و الشرطة و الشعب اكبر و اعظم من ان ينال الارهاب منهم
أو يثنيهم عن مواجهته بل سيكون الارهابيون حطب غبائهم و ستكون مصر العظيمة اعظم ،
كنانة الله فيه ارضه ، يحجها الجمال و يأوي اليها الجميل و تبلغ بها احلام الحياة
مأمنها رغم انف اعداء الحياة
و مع
التعازي استطيب الاشارة الى ان الذين اختارهم الله قد ظفروا مرتين بالشهادة و
موعدها يوم الجمعة الذي يعلم اهل العلم بشريات السعادة لمن قضى الله بأن يكون المتوفى
( الميت ) فيه فما بالك بمن اختارهم جل شأنه شهداء بيوم الجمعة فهنيئا لهم الشهادة
بيوم الجمعة
و أجد في الظرف الفرصة للإشارة الى ان الارهاب
لا دين و لا وطن له فهو عدو الحياة و ان مواجهة الارهاب و الارهابيين ليست و الشرطة و
الجيش في مصر او غيرها بل مهمة الحياة بكل مكوناتها و في المقدمة او بالدرجة
الاولى صناع فكر المستقبل و قادة الراي الذين يقفون امام تحديات كبيرة و اختبارات
عظيمة لا في مواجهة الارهاب و الارهابيين فحسب بل لصناعة التحول الايجابي المستنير
في الفكر الانساني خصوصا تجاه الاسلام الذي تجنى عليه اعياء الانتساب اليه بمخرجات
ثقافات و افكار التطرف و الغلو و الجنوح الى انتهاك حرمات الله بغيا و عدوانا و
ظلما يبلغ اعلى درجات قبحه بادعائهم انهم بأمر الله يأتمرون و الى الله يتقربون و
انهم و الله ليأتون منكرا من القول و زورا . و أي زور اقبح من الافتراء على الله
سبحانه و تعالى و الادعاء بأنهم يبتغون مرضاته بما يسخطه و يعد من أقبح صيغ محاربة
الله و رسوله و المؤمنين و السعي في الارض فسادا ( قل إن الله لا يأمر بالفحشاء ،
أ تقولون على الله ما لا تعلمون ) الا ساء فاحشة و مقتا ما يقترفون و ما يزرون .
ألا إنها
مهمة صناع فكر المستقل ، المعلمين و المعلمات الذين تقع عليهم مسؤولية بناء و
صياغة فكر الناشئة و صناعة انسان المستقبل بالجودة التي تجعل آباء و أمهات الغد
بالكفاءة و القدرة اللازمة لا على مواجهة الارهاب فحسب بل على براءة الحياة منه
بوصفه ( كفكر ) من أخطر و أقبح مصادر التلوث المدمر لانظمة الفكر و العقيدة و
الثقافة الاسلامية و الانسانية
و بذات
الاتجاه لا بد من حضور الدور الفاعل و المؤثر لعلماء الأمة خصوصا بمدارس و جامعات
فقه الاسلام العريقة كالازهر الشريف و زبيد و تريم و القيروان و اخواتها من منارات
الهدى و النور التي ما زالت تحتفظ بكفاءة
الاشراق الذي يهدي الى الرشد و يجلي ما عمد المتطرفون و المغالون الى تجاوزه و
التجني عليه و يعيد لأبصار الانسانية حقائق جمال و نبل مقاصد الحنيفية السمحة .
و الى ذلك لا
بد ان يحتشد قادة الراي ، المنتمون الى عالم الفكر و الثقافة و الابداع و الفنون و
الصحافة و الاعلام فهم المعنيون اولا بفك شفرة الشجن و هم الاكثر امتلاكا لقدرات
التوافق و تجاوز الحدود الجغرافية و القيود السياسية و التمرد الانيق على ما يمكن
افتراضه هنا او هناك من التسلط و القمع الفكري و تجاوز ذلك الى اعتماده كمستهدف
بالمواجهة لبراءة الحياة و تحررها من اغلال قاهرها
انها رسالة و مهمة صناع فكر المستقبل العربي و
الانساني بالدرجة الاولى و معهم و بذات الاهمية قادة الراي و من ثم صناع القرار من
اجل الحياة . كل الحياة بكل المعمورة و لا اعتقد انني بحاجة الى القول ان مصر ليست
وحدها هدف الارهاب و لا الى القول ( مثلا ) ان بلدي اليمن يستهدفها الارهاب و تضرر
منه كثيرا أذ المؤكد ان مصر و اليمن و كل العالم يعانون من الارهاب الذي لا وطن و
لا دين له و .. انها اشارات عاجلة عسى ان تجد اذنا واعية من الحياة ، من اجل الانسانية