العديني ونزار وبيروت
كنت في مقعد الدراسة بالصف الثاني الثانوي بمدرسة عمر بن عبدالعزيز في
العام 1992 وتحديدا في حصة اللغة العربية مع الفيلسوف اللغوي الراحل محمد العديني-
كنا ننتظر ذلك الدرس اللغوي المعاصر بشغف منقطع النظير حيث لم يكن ذلك الدرس يقتصر
على جمالية قواعد العربية بل كان بمثابة رحلة لغوية وحياتية وعاطفية ممتعة للغاية-
ومما كان يزيد تلك الرحلة امتاعا هو "الخروج عن النص" حيث كان الاستاذ يتمردعلى
النص النحوي الجاف ويستطرد بسرد تجارب حياتية لها وقع السحر على قلوبنا نحن معشر المريدين-
من تلك الاستطرادات الرائعة روى الاستاذ انه سافر الى بيروت في ستينيات القرن الماضي
كي يعادل مؤهله الدراسي من الجامعة اللبنانية- فرح الاستاذ فرحة كبيرة بخبر تلك الرحلة
الى بيروت ليس بسبب معادلة مؤهله بل لأنه كان يحلم ان يلتقي بنزار قباني- والذي كان
يقيم وقتها في بيروت- سأل الأستاذ عن المقهى الذي كان يرتاده نزار بشارع الحمراء وذهب
فوجده يحتسي القهوة "ويحتسي" الجمال البيروتي معا! فاطرق الأستاذ يفكر في
حيلة يتمكن من خلالها لفت انتباه نزار وانتزاعه من ذلك السجن البيروتي النسائي- وحين
اقتربت نادلة المقهى تسأله بلهجة لبنانية تقطر غنجا ودلالا "شو بدك تشرب استاذ"؟
اجابها الاستاذ على الفور" فنجان بن من فضلك" وحين كانت النادلة تهم بالذهاب
لجلب فنجان البن للأستاذ اضاف بصوت جهوري قصد ان يلفت انتباه الراحل نزار من خلاله :
" لا تمزجي في البن سكر من وجنتيك البن يسكر
أو ما رأيتِ ملامحا تطفو بها الفنجان يزخر"!
ابتسمت النادلة خجلا من مجاملة الأستاذ بينما استدار نزار في جلسته حين سمع تلك العبارة "لا تمزجي في اللبن سكر- من وجنتيك البن يسكر" وطرد جميلات بيروت من حوله واذ به يسأل الاستاذ " من اي البلاد انت اخا العرب"؟ فرد الاستاذ "انا حفيد عمرو بن معد يكرب الزبيدي"- ودعا نزار الاستاذ لمشاركته فنجان البن ودار بينهما حوار حضاري ولغوي اقرب الى البوح- رحم الله الاستاذ العديني ورحم الله نزارا
====
* باحث دكتوراه في اللغة الانجليزية- مصر
" لا تمزجي في البن سكر من وجنتيك البن يسكر
أو ما رأيتِ ملامحا تطفو بها الفنجان يزخر"!
ابتسمت النادلة خجلا من مجاملة الأستاذ بينما استدار نزار في جلسته حين سمع تلك العبارة "لا تمزجي في اللبن سكر- من وجنتيك البن يسكر" وطرد جميلات بيروت من حوله واذ به يسأل الاستاذ " من اي البلاد انت اخا العرب"؟ فرد الاستاذ "انا حفيد عمرو بن معد يكرب الزبيدي"- ودعا نزار الاستاذ لمشاركته فنجان البن ودار بينهما حوار حضاري ولغوي اقرب الى البوح- رحم الله الاستاذ العديني ورحم الله نزارا
====
* باحث دكتوراه في اللغة الانجليزية- مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق