أحزان آل الشحاري
محمد شنيني بقش *
لم استطع أن أتجاوز السطور المكلومة التي
اصطبغت بعصارة حزن الحروف و حشرجات الكلمات ، بل ما استبد بفؤاد القلم من الألم
الذي جرى وجعا على أنامل ابنتي الغالية ، الأستاذة هالة بنت أبينا ، الفقيد
المناضل يوسف الشحاري ( مدير عام تنمية المرأة بمحافظة الحديدة ) التي كانت هنا ،
بهذه السطور التي برزت بأعلى تركيزات الإفصاح عن عمق الأثر المؤلم على الفؤاد الأسيف ، القلب الدامع الذي لم يكد
يحاول أن يتحسس في الحياة فرجة للابتسام حتى ... ما ذا ؟!
ألا لا بد من الاعتراف أنني كما عجزت أن أتجاوز
تلك السطور أعجز عن أصوغ ما يفي و لو بأدني الكافي للبيان و .. و .. و لا أجد
لسانا أفصح و أقدر على بلوغ كفايات التعريف بمحتوى تلك السطور أكثر منها ، ذاتها ،
السطور التي و قفت أمامها و لم استطع تجاوزها ، بل ما زالت تحاصرني و ...
إنها تلك التي كتبتها الاستاذة هالة في وداع
زوج اختها ( منى ) الأديب و الشاعر الكبير ، الأستاذ المناضل جابر الشراخ الذي
وافته المنية في السابع من ذي الحجة الحرام 1435 هـ الموافق للفاتح من اكتوبر 2014
م
أنها مادتها في الكتاب الذي اصدره ( عن
الفقيد الشراخ ) اتحاد الادباء و الكتاب اليمنيين – فرع الحديدة و تشرفت بإخراجه و
المساهمة في اعداده .
إنها وحدها ، هذه السطور ( بما كتبت ابنتي
العظيمة ابنة ابينا العظيم المناضل يوسف الشحاري عن الفقيد الشراخ ) القادرة على
الإفصاح عن محتواها الذي به قالت هالة : " لقد فقدناه في ظروف عصيبة و موجعة لنا .. فنحن
لم نفق حتى الآن من هول ما وجدناه و فجعنا به لفقد والدتنا العظيمة ، جنة دنيانا و
آخرتنا الرائدة التربوية القديرة الاستاذة عيشة عبادي فأصبحنا اليوم ( لا نودع
حزنا إلا لنستقبل أحزانا أخرى ) و الحمد و لله على كل حال و ( إنا لله و إنا إليه
راجعون ) "
و حين حدد اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين –
فرع الحديدة الثلاثاء 24 نوفمبر 2014 م موعدا لإقامة اربعينية الفقيد الشراخ كانت
أسرة الشحاري على موعد مع القدر المؤلم إذ أصيب أخوهم أحمد الذي كان ينظف مسدسه
فأصابه بطلق ناري في صدره فأسعف الى صنعاء
و في مكالمة هاتفية مع رفيقة درب الفقيد
الشراخ الاستاذة منى يوسف الشحاري ( أخت هالة ) كانت و الحزن حشرجات الأسيف و تصبر
المؤمن تقرأ صفحات أحزان آل الشحاري فقالت : كل شهرين نودع واحدا فقبل شهرين من
رحيل جابر ( زوجها الفقيد الشراخ ) و دعنا أمنا و بعد شهرين من رحيله أصيب اخي
أحمد
و
لما علمنا من الأخ محمد يوسف الشحاري أن أخاه احمد قد تجاوز مرحلة الخطر تقرر ان
تكون الاربعينية الخميس 27 نوفمبر غير ان المضيف ( كلية الآداب – جامعة الحديدة )
اعتذر عن عدم استقبال الفعالية و لأن الاعتذار كان مساء الأربعاء لم يجد الإتحاد
وقتا للتدابير و الإجراءات البديلة فقرر التأجيل دون تحديد الزمان و المكان البديلين
.. بالطبع لم نعلم اسباب اعتذار الكلية و لم نسأل عنها
و قبل أن نتموضع لبحث خياراتنا لإقامة
الفعالية جاء النبأ المؤلم ، وفاة الأخ العزيز أحمد يوسف الشحاري بنفس الليلة التي
اعتذرت فيها كلية الآداب عن عدم استقبال الفعالية التي كان موعدها اليوم التالي (
الخميس )
إنها أحزان آل الشحاري :
6 أغسطس 2014 م وفاة والدتهم ، الرائدة
التربوية القديرة الاستاذة عيشة سعيد عبادي
1 اكتوبر 2014 م و فاة الأديب و الشاعر
الكبير جابر الشراخ زوج اختهم الاستاذة منى يوسف الشحاري
26 نوفمبر 2014 م وفاة اخيهم الأخ العزيز
احمد يوسف الشحاري
إنا لله و إنا إليه راجعون .. آمنا بالله ..
كل نفس ذائقة الموت .. اللهم لا اعتراض على ما قضيت .. اللهم اغفر و تجاوز إن شط
الفكر و طوح البيان .. اللهم إنها فقط ، لا غير محاولة تدعي أنها تقرأ ذات يقين
بأن ما غشي أهلنا ، آل أبينا ، الفقيد المناضل يوسف الشحاري من آياتك التي تخوف
بها عبادك لعلهم يرجعون .. نعم .. لعلهم يرجعون .. لعلهم يفيقون من غيبوبتهم و
يستيقظون للإجابة العملية عن ما لانهاية من الأسئلة و أبرزها ما ذا قدموا من البر
بالأبرار الكبار أمثال الفقيد المناضل يوسف الشحاري ، كل يوسف الشحاري ، النضال
الذي أوقف حياته لهموم الشعب و رجل الدولة الذي كان به و أمثاله تتجمل و البرلماني
الذي أتقن فن التعبير عن تطلعات الأمة و الوطن و الأديب ، الكلمة ، أحد أبرز
الرموز المؤسسة ، الرائدة باتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين و .. و .. و ..
أما آل الشحاري فو الله و الله و الله رغم
شدة الوجع ما علمتهم إلا ثبات المؤمن الصابر
و ما نرى بما حل بهم إلا آيات حب الله لهم ( إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه )
و نسأل الله لهم الثبات و الصبر و السلوان و أن يتغمد من وافاه الأجل منهم بواسع
الرحمة و المغفرة و يسكنهم فسيح جناته و أن يجعل ما أصابهم آيات بينات تهدي الى
البر و الاستيقاظ من غيبوبة العقوق و النكران .. إنا لله و إنا إليه راجعون
* رئيس
اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين - فرع
الحديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق