السبت، 19 أغسطس 2017

البُدَه في الثقافة والمعتقد الشعبي بتهامة

البُدَه :
في الثقافة والمعتقد الشعبي بتهامة
كتب : علي مغربي الأهدل


في البدء كانت الأنثى مقدسة وكان ينظر لها كواهبة للحياة وتم الربط بينها وبين الأرض
( الإلهة الأم الكبرى ) ومن هنا كان لموضوع الجنس والخصب والتناسل قداسة كبيرة فالمرأة وحدها مسؤلة عن تناسل الانسان واخصاب الأرض والحفاظ على توازن الحياة .
من أقدم الأساطير او المواضيع المقدسة التي انتشرت في أماكن مختلفة من العالم القديم وبتجليات متعددة ( باوبو / إيامبي )
كانت باوبو التي تتجسد في المنحوتات واللوحات والأيقونات كإمرأة مشمرة لتنورتها مثيرة للخصب والجنسانية في احتفالات الخصب والجنس المقدس عن طريق الرقص اوالكلمات المثيرة المضحكة بحيث كانت تمثل الجانب المقدس وتجسد الطاقة الجنسانية للأنثى منذ عصور ماقبل التاريخ .
لكن هذه الصورة للمرأة تهشمت مع مرور الزمن وبخاصة مع مسيرة الإنقلاب الذكوري ضد المرأة واستكمال مراحلة مع بروز اليهودية
حيث انقلبت النظرة المقدسة للمرأة الى الضد
لتصبح بؤرة الشر ومصدر الخطيئة ومومس الشيطان ، فلم تعد واهبة للحياة كما كانت لفترة امتدت الى حوالي 30000 الف سنة سابقة للإنقلاب وإنما
من" المرأة بدأت الخطيئة وبسببها نموت جميعا " كما في سفر يشوع .
مايهم في موضوعنا أن ( باوبو/ إيامبي) التي كانت تمثل الطاقة الجنسانية المقدسة للأنثى
تحولت في التراث الديني لدى الكثير من الشعوب الى ( ميدوزا )
وأصبح هناك تلازم وعلاقة في الثقافة بين الشياطين والشر والوحوش والنساء وبخاصة العجائز .
هذا المعتقد المتمثل في الخوف من المرأة الكبيرة في السن ( كعين شريرة ، شهوانية ، مسكونة بقوى شيطانية )...الخ
لايزال في كثير من مناطق تهامة سائدا الى اليوم حيث تسمى هذه المرأة ( بوده ، او بُدا )
وباعتقادي أن الاسم ( بودا )(البده )
هو تحوير للاسم (ميدوزا )في اساطير الشعوب الأخرى بإبدال الميم باء والياء في ميدوزا واواً مع حذف لاحقة الزاي او السين
( بودا ، بودو _،_ ميدو ، ميدوزا )= بُده
فهناك علاقة سواء من حيث اللغة او المعتقد وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على قدم الأسطورة او المعتقد وأن لها أصل ضارب بجذوره في عمق التاريخ .
هناك اسم آخر أكثر قرباً بكلمة (بُده ) في تهامة يوجد في المعتقد المسيحي ظهر بكاتدرائية في إيطاليا هو ( بوتا مودينا )وقد صورت هذه ال" بوتا " كإمرأة ذات وجه فج تجلس عارية متباعدة الركبتين
وهذا يشير الى كونها امرأة شهوانية اويحذر من شهوانيتها ويؤكد هذا ان كلمة ( بوتا ) في لغة الشارع الإيطالي المسيحي تقابل كلمة
( فرج ) والعلاقة لغويا واضحة بين ( بودا ،
بوده ، بده ) في تهامة و ( بوتا ) عند المسيحيين الى جانب الدلالة المشتركة بين الثقافتين التي تشير اليها صورة المرأة كرمز للفحش والشهوانية .
إذاً ارتباط قوى الشر بالمرأة العجوز ، هو معتقد قديم جسدته العديد من التماثيل والأيقونات حيث تُبرز دائما ارتباط المرأة بالجنس والشهوانية حتى أنه بإمكانها الزواج من شياطين للحصول على المتعة كما في المعتقد .
فهناك علاقة دائما بين الفرج - بؤرة قوى الشر - والعين ومن هنا برزت (البدة ) كمرأة كبيرة في السن تمتاز بشهوانية عالية مغرمة بالفتيات والفتيان ممن وصلوا سن البلوغ ومراحل النضج الجنسي
فنظرة من عينها الشريرة الى الشاب او الشابة في المناسبات التي تتطلب الزينة غالبا
كافية لصرع الفتى او الفتاة وتملكة من خلال احلال ارواح شريرة بداخله تتواصل من خلالها هذه المرأة مع الضحية .
بل ساد الإعتقاد ان لدى هذه المرأة القوة على سحر ضحيتها المعشوقة وتحويلها الى حيوان وهي نفس الصورة التي برزت فيها ميدوزا كساحرة تمتلك القدرة على تحويل ضحيتها .
ولأن الأعضاء التناسلية في المعتقد البدائي القديم هي واهبة الحياة والموت وهي فقط من باستطاعته اعادة التوازن الى الحياة
لجأت الثقافة الذكورية بعد أن انقلبت على المرأة التي كانت الإلهة والسيدة وحولتها الى المخلوق الشرير ، لجأت الى الثقافة المضادة وذلك بعبادة القضيب الذكر وتقديسه واعتباره حامي الملكية والحدود والأرواح وواهب الحياة مقابل حاملي وواهبي الموت التي تقف العجائز الشريرات في مقدمتهم .
ليتحول مجرد ذكر اسم القضيب والمنحوتات التي تمثله الى تعويذه دينية تعمل على صد العين وإضعاف القوى الشريرة
فذكر اسم القضيب مقابل حسد يقع على الطفل او الكبير على اي ميزة يتميز بها مايزال سائدا في ثقافتنا الشعبية

كما أن التمتمة باسم القضيب وذِكْره كانت هي التعويذة الأسرع لصد العين وقوى الشر والمرعة وأصحاب الحسد من سالبي الجمال وواهبي الموت ولازال أثر هذا المعتقد الى اليوم .

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

اتحاد الادباء بالحديدة ينعي الاديب المناضل عبدالله مجمل


اتحاد الادباء بالحديدة ينعي الاديب المناضل عبدالله مجمل 
نص البيان
ببالغ الاسى و الحزن تلقت الهيئة الادارية لاتحاد الادباء و الكتاب اليمنيين – فرع الحديدة نبأ وفاة الأديب ، الكاتب ، القاص و الروائي المناضل العميد حقوقي عبدالله يحي مجمل الذي غادر دنيانا الفانية بعد صراع من المرض
و لقد فقدت الساحة الادبية و الثقافية قامة ادبية كبيرة حملت الوطن و الانسان هما و رسالة فله مواقف مشهودة في مختلف القضايا الوطنية و الاجتماعية
و بهذا المصاب الجلل نتقدم بالتعازي وضاح عبدالله مجمل و اخوانه و اسرته الكريمة و الاسرة الثقافية سائلين المولى ان يتغمد الفقيد الراحل بواسع الرحمة و يسكنه فسيح جناته و يلهمنا جميعا الصبر و السلوان
إنا لله و إنا إليه راجعون

قطوف من حياة مجمل

العميد حقوقي عبدالله مجمل
من مواليد 1947 م بمدينة الحديدة
متزوج و له خمسة ابناء اكبرهم وضاح
حاصل على بكالوريوس علوم عسكرية و ليسانس حقوق
عضو مؤسس في اتحاد الادباء و الكتاب اليمنيين
كرمه اتحاد الادباء و الكتاب اليمنيين
حصل على شهادة تقدير من رئاسة الجمهورية
نشرت له العديد من الاعمال في الصحف و المجلات
عضو مؤسس في منظمة مناضلي الثورة اليمنية
عضو في جمعية الحقوقيين اليمنيين
عضو مركز المساعدة القانونية
رئيس منتدى المجمل الثقافي و الاجتماعي بالحديدة
راس احد الوفود الرياضية الى المملكة العربية السعودية
شارك في العديد من من الفعاليات و الانشطة الثقافية و الوطنية و الاجتماعية

لا حب هنا

 ‏‎لا حب هنا محمد شنيني بقش قد تتمايز أو تتغاير تسمية المحبوب و تسمية المبغوض و قد تتناوب تارات ايضا او قد تقتضى المصلحة شيئا من تجميل المبغ...